جدير بالذكر أن الأخصائيين النفسيين الذين خضعوا لثلاث سنوات من التدريب بعد التخرج يعملون في المدارس فقط، بينما يعمل الحاصلون على درجة الدكتوراه في مؤسسات تعليمية أخرى كالجامعات والمستشفيات والعيادات النفسية والممارسات الخاصة والعامة
أساليب البحث
يتم إجراء عمليات البحث في معظم مجالات علم النفس وفقًا لمقاييس المنهج العلمي التي تجمع بين الأنماط الأخلاقية الاجتماعية النوعية والأنماط الإحصائية الكمية لتقديم فرضيات توضيحية للظواهر النفسية وتقييمها. وربما يتم البحث باستخدام الأساليب التجريبية، ولكن يفضل أحيانًا استخدام أساليب بديلة تماشيًا مع أخلاقيات البحث والمستوى الذي توصل إليه البحث في مجال معين، بالإضافة إلى عدد من الأسباب الأخرى.[41] يميل علم النفس إلى أن يكون انتقائيًا؛ حيث يعتمد على المعلومات المأخوذة من مجالات أخرى للمساعدة في شرح وفهم الظواهر النفسية. على سبيل المثال، ربما يجمع علماء علم النفس التطوري المعلومات من الفروع المتعددة لعلم النفس وعلم الأحياء وعلم الأجناس البشرية (الأنثروبولوجي). هذا بالإضافة إلى استفادة هؤلاء العلماء من نوعي التفكير المميزين. في حين أنهم يوظفون في الغالب التفكير الاستدلالي المنطقي الخاص بالفلسفة الوضعية المتزمتة، فإنهم يعتمدون أيضًا على التفكير الاستقرائي لتقديم وصف للحياة البدائية التي يمكن أن تفسر القيمة التكيفية للأفكار والأفعال المختلفة. يطبق البحث في مجال علم النفس النوعي العديد من أساليب الملاحظة التي تشمل بحث السلوكيات والأنثروبولجيا الوصفية والإحصائيات الكشفية والمقابلات المقننة والملاحظة بالمشاركة، وذلك بهدف جمع معلومات وفيرة ومفيدة يصعب الحصول عليها من خلال التجارب التقليدية. عادةً ما يتم البحث في علم النفس الإنساني عن طريق استخدام مناهج الأنثروبولجيا الوصفية والأساليب التاريخية والتأريخ وليس من خلال المناهج العلمية. ويختص البحث في مجال علم النفس الديناميكي بتفسير دراسات الحالة الإكلينيكية. وقد استخدمت المدارس الفرعية بعلم النفس التي تبدأ من عمليات التحليل النفسي لـ "فرويد" وتنتهي بنظريات "يونج" النفسية الأسطورة كأساس لعملية التفسير. وتطلبت التطورات الحديثة، وخاصةً في مجال التحليل النفسي العصبي الالتزام التام بالمعايير العلمية. وقد استعان علم النفس التحرري الذي ظهر أو اشتُق من علم النفس النقدي بالاستبيانات التقليدية في الأسئلة التحررية الخاصة.[34] وهناك جدل قائم بين علماء علم النفس النقدي حول ما إذا كان عليهم أن يقوموا بتطبيق الأبحاث التي أجروها أم لا. بمعنى آخر، ما إذا كان عليهم أن يكون هدفهم من البحث هو التطبيق أم التوصل إلى نتائج.[42] وبصفة عامة، عادةً ما تكون الأساليب التي يستخدمونها نقدية وليست وضعية، وبالتالي تميل إلى تجنب المنهج العلمي وفي الوقت نفسه تعترف بالطرق التي يساء فيها استخدام هذا الأسلوب.[29] من المفاهيم الأساسية للبحث النفسي النقدي الانعكاسية أو الاكتشاف النقدي للذات، ويقصد بذلك استكشاف عالم النفس بشكل واعٍ للقيم والافتراضات التي يتبناها وتأثيرها على أهدافه وأنشطته وتفسيراته النظرية والمنهجية.[43] ومن خلال اتباع أسلوب تأملي، يمعن علماء علم النفس النقدي في الحالة التي وصلت إليها الأمور الخاصة بعلم النفس ويتخذون موفقًا دفاعيًا حيال بعض المسائل النفسية القديمة، مثل التناقض بين حرية الاختيار والحتمية والفطرة في مقابل التنشئة والوعي في مقابل اللاوعي.[44] من ناحية أخرى، يمثل اختبار الجوانب المختلفة للوظيفة النفسية جزءًا مهمًا من علم نفس التداعي. وفي هذا الصدد، تبرز أساليب علم النفس القياسي والأساليب الإحصائية. وتشمل هذه الأساليب العديد من الاختبارات المعيارية المعروفة، بالإضافة إلى تلك الاختبارات التي تم تصميمها خصيصًا لتلبية المتطلبات التي يفرضها موقف معين أو تجربة معينة. يمكن أن يركز علماء علم النفس الأكاديمي جهودهم على الأبحاث والنظريات النفسية، رغبةً منهم في تحقيق مزيد من الاستيعاب النفسي لجانب معين. على الجانب الآخر، ربما يستخدم علماء النفس الآخرون علم النفس التطبيقي لنشر المعرفة التي حصلوا عليها بهدف تحقيق فائدة عملية وفورية. لكن كلا الأسلوبين ليس مقصورًا على طائفة معينة من علماء النفس؛ فنجد أن كثيرًا من علماء النفس سوف يستعينون بالبحث وعلم النفس التطبيقي في مرحلة ما من حياتهم المهنية. علاوةً على ذلك، تهدف برامج علم النفس الإكلينيكي إلى إمداد علماء النفس الممارسين بالمعرفة والخبرة في استخدام الأساليب البحثية والتجريبية التي يمكنهم تفسيرها وتطبيقها في معالجة المرضى النفسيين. عندما يتطلب أحد فروع علم النفس تدريبًا أو الحصول على معرفة من نوع خاص، خاصةً في النواحي التطبيقية، عادةً ما تقوم الجمعيات النفسية بتكوين هيئة منظمة مسئولة عن إدارة متطلبات التدريب. وبالمثل، يمكن أن تشمل هذه المتطلبات حصول الخاضع للتدريب على إحدى الدرجات العلمية في علم النفس، وبهذا يحصل الطالب على قدر كافٍ من المعرفة في مجالات متعددة. بالإضافة إلى ذلك، ربما تتطلب بعض الجوانب في علم النفس التطبيقي، التي يقوم فيها علماء النفس بمعالجة المرضى، أن يحصل عالم النفس على تصريح من الهيئات الحكومية المختصة.
التجارب المحكمة
يتم إجراء الأبحاث النفسية التجريبية داخل معامل علم النفس في ظل ظروف محكمة ومضبوطة. وتعتمد هذه الطريقة في البحث على تطبيق المنهج العلمي لفهم السلوك. ويستخدم القائمون على إجراء التجارب أنواعًا متعددة من عمليات القياس التي تشمل قياس معدل الاستجابة وزمن التفاعل والعديد من المقاييس النفسية الأخرى. والهدف من تصميم هذه التجارب هو اختبار فرضيات معينة (باستخدام أسلوب الاستدلال) أو تقييم العلاقات الوظيفية (باستخدام أسلوب الاستقراء). وبذلك فهم يتيحون الفرصة للباحثين لإقامة علاقات عرضية بين الجوانب المختلفة للسلوك والبيئة التي يعيش فيها الفرد. في مثل هذه التجارب، يتحكم القائم على التجربة في واحد أو أكثر من المتغيرات المهمة (المتغير المستقل)، بينما يتم قياس أحد المتغيرات الأخرى استجابةً لعدة ظروف مختلفة (المتغير التابع). وتعد التجارب أحد الأساليب الأساسية المستخدمة في البحث في فروع متعددة لعلم النفس، خاصةً علم النفس المعرفي وعلم النفس القياسي وعلم النفس الرياضي وعلم النفس الفسيولوجي وعلم النفس البيولوجي وعلم الأعصاب المعرفي. تخضع التجارب التي تجرى على الإنسان لبعض الضوابط التي تتمثل في تعريف الخاضع للتجربة بماهيتها والحصول على موافقة صريحة منه. في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ظهر دستور نورمبرج بسبب الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق الإنسانية والتي مارسها الأطباء النازيون على الأسرى في المعتقلات النازية تحت ستار الأبحاث العلمية. وفيما بعد، تبنت معظم الدول (والصحف العلمية) تطبيق إعلان "هلسينكي" والذي قام بوضع ضوابط للأطباء العاملين في الأبحاث الطبية والحيوية المتعلقة بالإنسان. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أسست معاهد الصحة الوطنية الأمريكية Institutional Review Board في عام 1966، وفي عام 1974 تبنت قانون البحوث القومية (National Research Act HR 7724). شجعت جميع الإجراءات السابقة الباحثين على الحصول على موافقة صريحة من الأشخاص المشتركين في دراسات تجريبية. كما أدى عدد من الدراسات المؤثرة إلى التأكيد على أهمية هذا المبدأ. وتضمنت هذه الدراسات تلك التي أجريت عن النظائر المشعة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ومدرسة فيرنالد والدراسات التي أوضحت خطورة تناول السيدة الحامل لعقار الثاليدميد على الجنين والدراسة التي أجراها "ويلوبروك" حول التهاب الكبد ودراسات "ستانلي ميلجرام" حول طاعة السلطة.
عمليات الاستبيان واستطلاع الرأي
تستخدم عمليات استطلاع الرأي الإحصائية في علم النفس لقياس الاتجاهات والسمات الفردية ومراقبة التغيرات المزاجية والتأكد من صحة أساليب العلاج التجريبية، هذا بالإضافة إلى مجموعة أخرى كبيرة من الموضوعات النفسية. بوجه عام، يستخدم علماء النفس استطلاعات الرأي التي تتم باستخدام الورقة والقلم. ومع ذلك، فإن استطلاعات الرأي يمكن أن تتم أيضًا عبر التليفون أو البريد الإليكتروني. من ناحية أخرى، تزايدت استطلاعات الرأي التي تتم من خلال شبكة الإنترنت.[45] كما تستخدم المنهجية نفسها لأغراض تطبيقية أخرى، مثل التقييم الإكلينيكي والتقييم الشخصي.
الدراسات الطولية
الدراسة الطولية عبارة عن أحد أساليب البحث التي تقوم بملاحظة مجموعة معينة من الأفراد على مدار فترة زمنية. على سبيل المثال، ربما يرغب الباحث في دراسة أسباب الاضطراب اللغوي المحدد من خلال ملاحظة مجموعة من الأفراد لديهم المشكلة ذاتها على مدار فترة زمنية. وتتجلى فائدة هذا الأسلوب في معرفة مدى تأثير ظاهرة معينة على الأفراد على مدار نطاقات زمنية طويلة. بيد أن مثل هذه الدراسات يمكن أن تعاني من بعض الضعف بسبب انسحاب الخاضعين للدراسة أو وفاتهم. فضلاً عن ذلك، فبما أنه لا يمكن التحكم في الاختلافات الفردية بين أعضاء المجموعة الخاضعة للدراسة، فقد يكون من الصعب التوصل إلى نتائج دقيقة بشأنهم. يتضح لنا مما سبق ذكره أن الدراسة الطولية عبارة عن إستراتيجية تطورية للبحث تتضمن اختبار فئة عمرية معينة بشكل متكرر على مدار سنوات عديدة. وتجيب الدراسات الطولية عن أسئلة مهمة وأساسية عن كيفية تطور الأفراد. إن هذا البحث التطوري يتبع الأفراد لسنوات ويأتي بنتائج مذهلة، خاصةً فيما يتعلق بالمشاكل النفسية.
ملاحظة الحالات على الطبيعة
على غرار الدراسة المستفيضة التي قامت بها "جين جودال" حول دور حياة حيوان الشمبانزي الاجتماعية والعائلية، أجرى علماء النفس دراسات مماثلة قائمة على ملاحظة الحياة الاجتماعية والمهنية والعائلية للإنسان. أحيانًا يكون الخاضعون للدراسة على دراية بأنهم قيد الملاحظة، وفي أحيان أخرى لا يكونون كذلك. يجب أن يتم وضع الضوابط الأخلاقية في الاعتبار عند تنفيذ عملية الملاحظة.
الأبحاث النوعية والوصفية
البحث الوصفي هو نوع من الأبحاث يهدف إلى تقديم إجابات عن الوضع الحالي لبعض الموضوعات، مثل أفكار الأفراد ومشاعرهم وسلوكياتهم. ويمكن أن يكون هذا البحث كميًا أو نوعيًا. يعد البحث النوعي نوعًا من البحث الوصفي الذي يركز على ملاحظة ووصف الأحداث في أثناء وقوعها بهدف رصد جميع أشكال السلوك اليومي وعلى أمل اكتشاف واستيعاب الظواهر التي ربما تم إغفالها إذا تم تنفيذ اختبارات غير دقيقة من قبل.
الأساليب النفسية والعصبية
يقوم علم النفس العصبي بإجراء الدراسة على الأفراد الأصحاء والمرضى الذين يعانون عادةً من إصابة بالمخ أو مرض عقلي. هذا، ويشتمل علم النفس العصبي المعرفي والطب العصبي النفسي المعرفي على دراسة الخلل العصبي أو العقلي في محاولة لاستنتاج النظريات الخاصة بالوظائف الطبيعية للمخ والعقل. ويتضمن هذا الفرع من علم النفس البحث عن الفروق في أنماط القدرة المتبقية (المعروفة بالعمليات الوظيفية غير المترابطة)، مما يعطي تلميحات عما إذا كانت القدرات العقلية مكونة من وظائف أصغر أو يتم التحكم بها من قبل آلية معرفية واحدة.
شبكة عصبية اصطناعية بها طبقتان وهي عبارة عن مجموعة من العقد المرتبطة ببعضها البعض من الداخل تشبه شبكة كبيرة من العصبونات الموجودة بمخ الإنسان.
علاوةً على ذلك، عادةً ما تستخدم أساليب تجريبية في دراسة علم النفس العصبي مع الأفراد الأصحاء. وتشتمل هذه الأساليب التجريبية على التجارب السلوكية والتصوير الإشعاعي للمخ أو التصوير العصبي الوظيفي المستخدم لفحص نشاط المخ أثناء أدائه لوظائفه. وتشمل أيضًا بعض الأساليب الأخرى مثل التحفيز المغناطيسي العابر للمخ والذي يمكنه تغيير وظيفة بعض المناطق الصغيرة بالمخ للكشف عن أهميتها في العمليات العقلية.
إنشاء النماذج باستخدام الكمبيوتر
[46] إن إنشاء النماذج باستخدام الكمبيوتر عبارة عن أداة عادةً ما تستخدم في علم النفس الرياضي وعلم النفس المعرفي لمحاكاة سلوك معين باستخدام جهاز الكمبيوتر. ويمتاز هذا الأسلوب بفوائد عدة. نظرًا لأن أجهزة الكمبيوتر الحديثة تعمل بسرعة فائقة، فإنه يمكن تشغيل العديد من عمليات المحاكاة في وقت قصير، مما يسمح بالحصول على كم كبير من البيانات الإحصائية. كما تسمح عملية إنشاء النماذج لعلماء النفس بمعاينة الافتراضات حول التنظيم الوظيفي للعمليات العقلية التي لا يمكن ملاحظتها بشكل مباشر داخل الإنسان. تستخدم العديد من الأنواع المختلفة من عمليات إنشاء النماذج لدراسة السلوك الإنساني. وتستخدم النظرية الوصلية الشبكات العصبية (العصبونات) في تحفيز المخ. وهناك أسلوب آخر وهو إنشاء النماذج الرمزية التي تمثل العديد من العناصر العقلية المختلفة باستخدام المتغيرات والقواعد الحسابية. وتشمل عمليات إنشاء النماذج الأخرى النظم الديناميكية وإنشاء النماذج العشوائية.
إجراء التجارب على الحيوانات
تعد التجارب التي تجرى على الحيوانات مهمة للعديد من الجوانب بعلم النفس، مثل استشكاف الأساس البيولوجي لعملية التعلم والذاكرة والسلوك. في تسعينيات القرن التاسع عشر، استخدم عالم النفس الروسي "إيفان بافلوف" الكلاب للتأكيد على نظرية الارتباط الشرطي الكلاسيكية. وعادةً ما تستخدم الحيوانات الرئيسات (القرود) والقطط والكلاب والفئران وغيرها من القوارض في التجارب النفسية. وتشمل التجارب المحكمة تقديم متغير واحد فقط في كل مرة وهو السبب في وضع الحيوانات المستخدمة في التجارب في أقفاص داخل المعامل. على النقيض من ذلك، تختلف البيئات والخلفيات الوراثية الخاصة بالإنسان إلى حد كبير، وهو ما يجعل من الصعب التحكم في المتغيرات المهمة للأشخاص الخاضعين للتجارب.[47]
الانتقادات الموجهة لعلم النفس
مركزه بين العلوم الأخرى
عادةً ما يتم انتقاد علم النفس على أنه علم غير واضح أو مبهم. وكان انتقاد الفليسوف الأمريكي "توماس كون" لعلم النفس يتمثل في أنه غير قائم على أسس علمية ثابتة مثل العلوم الأخرى كعلم الكيمياء وعلم الفيزياء. وقد تعامل علماء النفس والفلاسفة مع الموضوع بعدة طرق مختلفة.[48] ونظرًا لاعتماد بعض الفروع في علم النفس على أساليب البحث، مثل عمليات الاستبيان واستطلاع الرأي، أكد النقاد أن علم النفس لا يقوم على أسس علمية. وربما يدعمهم في ذلك بعض الظواهر التي تشغل اهتمام علماء النفس مثل الشخصية والتفكير والانفعالات التي لا يمكن قياسها مباشرةً باستخدام المقاييس العلمية المعروفة ودائمًا ما يتم استنتاجها من التقارير التي يعطيها الخاضعون للدراسة أنفسهم. وقد تم التشكيك في مدى صحة الاختبارات الاحتمالية كأداة بحث. هناك قلق من أن هذه الطريقة الإحصائية يمكن أن تجعل النتائج التافهة تبدو ذات معنى، وخاصةً عند استخدام عينات بأعداد كبيرة.[49] واستجاب بعض علماء النفس لهذا النقد باستخدامهم المتزايد للأساليب الإحصائية المعتمدة على حجم التأثير، وذلك بدلاً من الاعتماد على p<.05 قاعدة القرار في الاختبار الافتراضي الإحصائي. أحيانًا يكون الجدل من داخل أوساط علم النفس نفسه كما يحدث، مثلاً، بين علماء النفس الباحثين في المعامل والأطباء النفسيين الممارسين. وقد تزايد هذا الجدل في السنوات الأخيرة ـ خاصةً في الولايات المتحدة ـ حول طبيعة فاعلية العلاج النفسي والعلاقة التي تربط بين استراتيجيات العلاج النفسي التجريبية.[50] ومن بين القرائن التي اعتمد عليها هذا الجدل اعتماد بعض أنواع العلاج النفسي على نظريات مشكوك في صحتها وغير مدعمة بالأدلة العملية. من ناحية أخرى، يرى البعض أن الأبحاث الحديثة في علم النفس تفترض أن جميع الأساليب العلاجية السائدة في علم النفس ذات فاعلية مماثلة، وفي الوقت نفسه يرون أن الدراسات المحكمة عادةً لا تأخذ في الاعتبار الظروف الواقعية للعالم الذي نعيش فيه.[51]
الممارسات الإكلينيكية لعلم النفس
هناك قلق يسود أوساط علم النفس حول الفجوة الموجودة بين النظرية العلمية والتطبيق العملي، خاصةً فيما يتعلق بتطبيق الممارسات الإكلينيكية غير المؤكدة أو غير الصحيحة. يقول الباحثون أمثال "بيرستين" (2001) إن هناك زيادة كبيرة في عدد البرامج التدريبية للصحة النفسية التي لا تؤكد على أهمية التدريب العلمي.[52] وفقًا لـ "ليلينفيلد" (2002)، ظهرت في العقود الأخيرة مجموعة متنوعة من الأساليب العلاجية بعلم النفس غير المثبتة والضارة أحيانًا، ومنها تسهيل عملية التواصل مع الأطفال المصابين بمرض التوحد. كما ظهرت أساليب مقترحة لاسترجاع الذاكرة (مثل، النكوص العمري التنويمي والتخيل التصويري الموجة ومعالجة الجسد بالطب البديل) وأساليب العلاج بالطاقة (مثل، العلاج بحقول التفكير وتقنية الحرية النفسية) وأساليب العلاج الروحاني الحديثة (مثل، إعادة الميلاد وreparenting المهتم بعلاج الأمراض النفسية الناتجة عن سوء معاملة الطفل في الصغر والعودة إلى الحياة السابقة والعلاج الأولي والبرمجة اللغوية العصبية) وقد ظهرت هذه الطرق العلاجية أو حافظت على شعبيتها في العقود الحالية.[53] وفي عام 1984، أشار "ألين نيورينجر" إلى رأي مماثل في مجال التحليل التجريبي للسلوك.[54]
المراجع
1. ^
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]2. ^ أ ب Ibrahim B. Syed PhD, "Islamic Medicine
3. ^ أ ب Omar Khaleefa (Summer 1999)
4. ^ Bradley Steffens (2006).
5. ^ Wilhelm Maximilian Wundt
6. ^ The Principles of Psychology (1890), with introduction by George A. Miller, Harvard University Press, 1983 paperback, ISBN 0-674-70625-0 (combined edition, 1328 pages)
7. ^ Karl Popper, Conjectures and Refutations, London
8. ^ Such Neuro-psychoanalytic researchers include the following
9. ^ Skinner, B.F. (1974). About Behaviorism. New York
10. ^ أ ب Schlinger, H.D. (2008). The long good-bye: why B.F. Skinner's Verbal Behavior is alive and well on the 50th anniversary of its publication.
11. ^ Rowan, John. (2001).
12. ^ Bugental, J. (1964). The Third Force in Psychology.
13. ^ Hergenhahn BR (2005). An introduction to the history of psychology. Belmont, CA, USA: Thomson Wadsworth. pp. 523–532.
14. ^ Hergenhahn BR (2005). An introduction to the history of psychology. Belmont, CA, USA: Thomson Wadsworth. pp. 529.
15. ^ Frankl VE (1984). Man's search for meaning (rev. ed.). New York, NY, USA: Washington Square Press. pp. 86.
16. ^ Hergenhahn BR (2005). An introduction to the history of psychology. Belmont, CA, USA: Thomson Wadsworth. pp. 528–536.
17. ^ Hergenhahn BR (2005). An introduction to the history of psychology. Belmont, CA, USA: Thomson Wadsworth. pp. 546–547.
18. ^ Chomsky, N. A. (1959),
19. ^ Bandura, A. (1973). Aggression
20. ^ Aidman, Eugene, Galanis, George, Manton, Jeremy, Vozzo, Armando and Bonner, Michael(2002)'Evaluating human systems in military training',Australian Journal of Psychology,54
21. ^ Wozniak, R. H. (1999). Introduction to memory
22. ^ Richard Frankel, Timothy Quill, Susan McDaniel (2003). The Biopsychosocial Approach: Past, Present, Future. Boydell & Brewer. ISBN 1580461026, 9781580461023.
23. ^ ‘‘‘
24. ^ Brain, Christine. (2002).
25. ^ Leichsenring, Falk & Leibing, Eric. (2003).
26. ^ تأثير العلاج النفسي الدينامي والعلاج السلوكي المعرفي في علاج الاضطرابات الشخصية
27. ^ Reisner, Andrew. (2005).
28. ^ إن العوامل الشائعة هي سبل العلاج المثبتة عمليًا ونماذج الشفاء الخاصة بتغيير طرق العلاج.
29. ^ أ ب Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. pp. 3-19.
30. ^ Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. p. 3.
31. ^ Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. pp. 7-8.
32. ^ Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. p. 8.
33. ^ Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. pp. 5-8.
34. ^ أ ب Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. p. 16.
35. ^ Aunger,R (2002). The electric meme: A new theory of how we think. New York, NY, USA: Simon & Schuster. pp. 3. ISBN 0743201507.
36. ^
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]37. ^ Katz B.(2008)
38. ^ Myers (2004). Motivation and work.
39. ^ Carver, C., & Scheier, M. (2004). Perspectives on Personality (5th ed.). Boston
40. ^ National Association of School Psychologists. Retrieved June 1.
41. ^ Urie Bronfenbrenner. (1979).
42. ^ Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. pp. 14-16.
43. ^ Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. p. 10.
44. ^ Fox DR, Prilleltensky I, Austin S (Eds.) (2009). Critical psychology: An introduction (2nd ed.). London, UK: Sage Publications. p. 13.
45. ^ Paths to Happiness Survey - happiness study. Retrieved June 1، 2008]].
46. ^ Ron Sun, (2008). The Cambridge Handbook of Computational Psychology. Cambridge University Press, New York. 2008.
47. ^ Ncabr.Org : About Biomedical Research : Faq. Retrieved 2008-07-01.
48. ^ Gregg Henriques
49. ^ Cohen, J. (1994).
50. ^ Elliot, Robert. (1998). Editor's Introduction
51. ^ (مثل، معدل الاعتلال المشترك العالي أو خبرة الأطباء النفسيين الممارسين)
52. ^ Beyerstein, B. L. (2001). Fringe psychotherapies
53. ^ SRMHP: Our Raison d’Être. Retrieved 2008-07-01.
54. ^ Neuringer، A.