عملية اختيار شريك الحياة

تمر عملية اختيار شريك الحياة بثلاثة مراحل :

:المرحلة الأولى الرؤية و التفكير
المرحلة الأولى من الرؤية والتفكير تتضمن تحديد الهدف من الزواج :
يعني الأساس الذي يتم عليه الاختيار وقد يختلف هذا الأساس من شخص إلى آخر ولكن الهدف العام الذي يجب أن يكون نصب أعيننا هو أن ربنا عز وجل خلق الخلق من أجل تعمير الأرض بمنهج الله عز وجل وأول تكليف بعمارة الأرض كان لأسرة آدم " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة" البقرة، ٣٠ فالهدف الأساسي من الزواج هو العمل في مشروع مشترك مع الشريك من أجل تعمير الأرض بالمنهج الذي أراده الله عز وجل وهو نفس سبب الخلق و كلنا مسئول عن هذا الهدف كما قال تعالى : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" الحجرات، ١٣ومعنى الآية و هي تخاطب الذكور والإناث أن تتزوجوا من أجل دفع الأرض إلى تقوى الله عز وجل عن طريق الأسرة مع مراعاة التقوى في الزواج نفسه
ومن الأهداف الأخرى أيضا :
البحث عن السكن الروحي من أجل إشباع الحوائج العاطفية
تحقيق العفة لغض البصر وتحصين الفرج
إنجاب ذرية تعز الإسلام وتقيم سنة النبي صلى الله عليه وسلم
ويجب أن يراعى في المواصفات أمر مهم هو التكافؤ ويشمل على أربع نقاط : ديني و اجتماعي وثقافي ومادي بحيث يكون المستويين متقاربين في هذه النقاط الأربعة وبذلك يتحقق التماسك في الأسرة ويشمل التكافؤ طريقة التفكير
عند وجود رؤية فتاة تصلح مبدئيا للزواج نسأل عنها الأسئلة التالية :
ما هو أهم شيء في حياتها ؟
هل تحترم وجهة نظر الطرف الأخر والاختلاف ؟
هل هي عنيدة ؟
هل هي مطيعة بشكل عام؟
كيف هي علاقة أخواتها مع أزواجهم وعلاقة أمها مع أبيها؟
هل هي شكاكة ؟
هل هي حساسة ؟
هل تدقق على كل صغيرة وكبيرة ؟
هل هي باردة المشاعر؟
هل هي عصبية أم هادئة ؟
هل تحب الظهور وأن تكون محط نظر الناس ؟
هل هي غريبة الأطوار ؟
هل تهتم بإسعاد الآخرين؟
هل هي مستعدة لتقديم تضحيات للحياة الزوجية؟
هل تراعي مشاعر الآخرين ؟
هل تفكر في أمال ورغبات الآخرين؟
هل تحب تلبية مطالب الآخرين ومساعدتهم وإسعادهم؟
هل قلبها واسع يتسع لحب الزوج وحب الوالدين وحب الأولاد يوجد فيه عواطف متدفقة تغطي كل هؤلاء حباً ؟
هل تحب البيت والعائلة والاستقرار؟
هل عندها تحمل للمسؤولية ؟
هل عندها تساهل في موضوع الحشمة والعفة والاختلاط أم عندها تحفظ تجاه هذا الموضوع؟
بعد أن نجمع معلومات عن البنت المقصودة نتقل إلى الخطوة التالية وهي البحث عن تواجد الأركان الأساسية التي يقوم عليها الزواج وهذه الأبعاد هي الروحي – الاجتماعي – الجسدي – العقلي – العاطفي
المرحلة الثانية من الرؤية والتفكير هي الأبعاد الخمسة التي يجب أن تتوافر في الزواج :
يعطى لكل بعد من هذه الأبعاد علامة 20درجة من 100 وبعد جمع العلامات يظهر هل هذه الإنسانة تناسب كزوجة أم لا
1- الروحي : يجب مراعاة نوعية التدين هل هي معرفية أم سلوكية؟ و المطلوب هو التدين المعرفي و معناه : أن تتوفر معاني الدين – معاني العطاء – معاني الإشفاق على الآخرين – معاني المرأة في الإسلام و معاني الأسرة و دورها في الإسلام أما التدين السلوكي فهو يتضمن أداء الشعائر والإكثار من السنن والرواتب وهي ذات أهمية أيضا ولكن بدون وجود ثمرة لهذا التدين يعني التدين المعرفي هو التدين الذي يكون له ثمرة من الأخلاق ونسأل عن هذه المرأة في سلوكياتها وأخلاقياتها فالدين أخلاق قبل أن يكون سلوكيات الأسئلة تتضمن : هل تعتدي على الآخرين أم لا ؟ هل تقصر في حقوق الآخرين أم لا ؟ هل تغتاب الآخرين أم لا ؟
حتى نعرف هل الشخص المطلوب مناسب من الناحية الدينية أم لا يجب أن أعرف أولا طبيعتي الدينية أولا هل هي سلوكية أم معرفية فإذا كان التدين سلوكي يصلح له التدين السلوكي ابتداء و يفضل له التدين المعرفي لأن الزواج يبدأ بالتشابه ويدوم بالاختلاف أما التدين المعرفي فلا يصلح له إلا المعرفي لأن السلوكي يؤدي إلى تراجعه لذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه" قول المصطفى ترضونه دليل على أن الدين أمر نسبي يختلف من شخص إلى آخر فالمطلوب ليس الشكل الديني بل المضمون ولو كانت النوافل والسنن قليلة
الاجتماعي : يتضمن القيم الاجتماعية والأسرة والوضع المادي والعلاقة بين الأسرة وطريقة التعامل بين الأم والأب و بين الأم و الأبناء ويدخل ضمناً التكافؤ المادي وهنا يجب التأكيد على أهمية التكافؤ الاجتماعي والمقصود به أن تكون العائلتان من بيئة اجتماعية قريبة من بعض يعني نفس الطبقة الاجتماعية وليس بالضرورة نفس الوضع المادي فقد تكون نفس الطبقة الاجتماعية ولكن بوضع مادي مختلف يعني أحد الطرفين لديه مال أكثر من الطرف الثاني ولكن الطرفان ينتميان إلى طبقة اجتماعية واحدة أو متقاربة في هذه الحالة لا يوجد مشكلة بالموضوع
يجب أن يكون الزواج مشروع استثماري عن طريق طرح سؤال ماذا سيقدم لي الزواج ؟ الهدف من الزواج ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى الحصول على أطفال
المرحلة الثانية الحصول على زوج مميز
المرحلة الثالثة الحصول على زوج عادي
الجسدي : يتضمن ما في خيالات و أفكار الشباب عن شكل المرأة التي يريد أن يرتبط منها خلال صورة تتشكل من الطفولة عن الأنثى التي يريد أن يرتبط بها و عن شكل المرأة في الحب كما تشكلت هذه الصورة ومعيار الجمال مختلف فهو أمر نسبي و المهم في الجمال أن يسر الرجل بمرأى زوجته
كما يجب مراعاة ثلاثة أمور في موضوع الجمال :
الأمر الأول أن يكون جمالها لبيتها
الأمر الثاني أن لا تكون مفتونة بجمالها
أن يكون جمالها محاطا و محميا بدينها
العقلي : التكافؤ الثقافي ليس شرطا في الزواج و من القوامة أن يكون الرجل أكثر ثقافة من المرأة ومطلب الرجل هو ألا تكون زوجته قرينة ثقافية له فالفكر والثقافة في ميدان العمل والسكن والراحة في البيت يتضمن هذا البعد السمات الشخصية يعني طريقة التفكير فإذا غضب هذا الإنسان كيف يتعامل ؟ فهو يشمل العقل والنفس فيجب ان نعرف في هذا البعد طريقة التفكير ونوع الشخصية
العاطفي : ويتضمن سؤال الإنسان نفسه عن شكل الشريك هل أنا أحب هذا الشكل حقيقة أم هو هروب من الواقع بأية طريقة ؟ هل هذه الصورة زاحمت كل الصور التي تعيش في بالي أم لا ؟ هل هذه الصورة تعشش في بالي دائما ؟ هل عندما أتذكرها أتذكر الجسد فقط أم أتذكر المشاعر أيضا ً؟ إذا تذكرت الجسد فقط يكون الميل جسدي فقط ولا بأس في ذلك لذلك فالرؤية تشمل رؤية المخطوبة في كل حالاتها و هي صامتة وهي تأكل وهي تتكلم فإذا لم يكن هناك راحة لا نكمل الموضوع و إذا كان هناك تردد يتأكد من الموضوع
الزواج إذا تحققت هذه الشروط الخمسة فيه يكون تحقيق للسكنى التي وردت في قوله تعالى : ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك آيات لقوم يتفكرون"الروم، ٢١ فالإنسان إذا لم يشتاق للعودة إلى بيته بعد أن يخرج منه فليس هذا الزواج المطلوب لذلك يجب مراعاة الأبعاد الخمسة عند الزواج وأن لا يكون المطلوب هو أنثى فقط فلا يطغى البعد الجسدي على الموضوع
كيف أعرف شخصية الخطيبة :
الشخصيات تقسم إلى نوعين شخصيات يمكن التعايش معها وشخصيات يصعب التعايش معها
أثناء الخطبة يجب أن لا نلعب دور الأذكياء بل نكون بسطاء وعلى طبيعتنا ليكون الأمر أكثر تلقائية
اختبار السمات الشخصية المختلفة من خلال إيجاد موقف معين من خلال أسئلة عامة عن المجتمع فتتكلم بلا قيود فتظهر السمات الشخصية وكلما كانت المدة أطول للكلام كانت أظهر للشخصية وليس من خلال الكلام العاطفي وهذا التواصل يتم من خلال اللقاء أولا دون خلوة تامة ومن خلال الكلام الهاتفي والاختبار هو الأساس لإظهار الصفات الحقيقية للشريك لأن فترة الخطبة هي فترة المجاملة و الصدق هو أساس هذا الاختبار حتى وإن أظهرت العيوب للسائل أو المسئول لأن ذلك من مصلحة كل من الطرفين إظهار العيوب في فترة الخطبة
مدة الخطبة يجب أن لا تكون طويلة لأن المنحنى يبدأ بالنزول
لا تحرق في فترة الخطبة ما هو للزواج من العواطف و البعد الجسدي
الاستشارة:
بعد التأكد من الأبعاد الخمسة الوصول إلى قرار الزواج ننتقل إلى الاستشارة وميزة الاستشارة هي أن كل واحد من الأشخاص الذين سيتم سؤالهم سيعطي الجواب من وجهة نظره هو ومن خلال سماته الشخصية تبعاً لنوع شخصيته : شكاكة – تجنبية – مثالية - ..الخ فكل واحد يقلب البنت من وجهة نظر مختلفة فهي قراءة للحدث برؤى شخصية مختلفة و هي من ناحية ثانية قراءة بخبرات تراكمية مختلفة
ويجب السؤال بشكل منا سب للوصول إلى الصفات النفسية و الشخصية السؤال أكثر من شخص و أخذ الوقت في السؤال ومن خلال الخطبة الكلام يظهر مستوى المنطق عندها.
وكذلك هناك نقطة مهمة بالاستشارة السؤال عن مصدر المال الذي تعيش منه الأسرة والتأكد من أنه حلال فيجب
السؤال عن عمل والدها و إخوتها وأخواتها ومراعاة طريقة تفكير إخوانها وأخواتها و عائلتها بشكل عام ومراعاة عدم وجود طلاق في العائلة .
الاستخارة :
بعد العزم تماما على الأمر تصلي الاستخارة و يكون الأمر حسب نتيجة الاستخارة فإذا كان هناك تردد بعد الاستخارة أو كانت الأمور معقدة يجب إنهاء الموضوع حتى وإن توافرت كل الشروط السابقة والاستخارة لا تأتي إلا بخير
للأمانة الموضوع منقول...(و الموضوع إجمالا من برنامج الدكتور طارق الحبيب بروفيسور و استشاري الطب النفسي)

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا عزيزتي، ماأحوجنا في هذا الزمن لمعرفة هذه الأمور قبل الإقدام على بناء أسرة، حتى لا تكون حياتها فاشلة أو منتهية بالطلاق.