طعنة سيجارة.....!!!

كثيرٌ
هي قصص السجينات لكنَّ القليل منها من تخرج قصتها من الأعماق والفؤاد لتذكر ما حدث
بتجرد فالسجن موحش لكن السبب لدخول السجن أشد من الوحشة والظلام فهذه الأخت
السجينة كانت مثل غيرها من النساء والفتيات إلا أنها حضرت حفلةُ لعدد من زميلاتها
بما يسمى ( عيد الحب ) 14/2/ 2003 م لتشاهد إحدى صديقاتها
وبدون مقدمات تشعل سيجارة أمام الفتيات والكل ما بين مصدقة ومكذبة وأخذت في نفث
الدخان بشراهة لتطلب إحدى الفتيات سيجارة منها ففعلت وشاركتها في عملها مجموعة من
الفتيات وطلبت منهنَّ أن تشاركهم فرفضت وتحت المجاملة وافقت وما هي إلا لحظات
وأصبح الحفل البهيج غائماً بسحابة بيضاء من آثار الدخان لتنتهي الحفلة بشكل لم
يتوقعه الجميع فخرجت ذاهبة لبيتها وهنا أترككم معها وهي تحكي قصتها بنفسها مما
كتبته الأخت السجينة .....

خرجت
من الحفل وصور البنات ونشوة التدخين اللعين مع الرقص على أنغام الأغنية العربية
والإزعاج الغربي لم تفارق مخيلتي إعجاباً بما رأيت من التنظيم والإتيكيت وعدت
للبيت ورائحتي تعج بالتدخين فشمت أمي ذلك فنهرتني بصوت مرتفع فسمع ذلك والدي
فضربني بشدة وطلب مني أن أقاطع المجموعة والأبد وبعد يومين ذهبت للجامعة وأنا في
وضع سيء جداً فأخبرت إحدى صديقاتي بما حصل وجرى وكيف فعل بي والدي ؟؟ لكنها خففت
علي بأن ذلك فقط في البداية ثم سيقبل بالأمر الواقع وبدأت أدخن في الخفاء وخاصة
حالة خروجي للجامعة مع السائق وأعلل ذلك أمام من يسألني عن الرائحة بأنه أخي الذي
يدخن بشراهة وبعد أسبوع تقريباً وجهت لي صديقتي دعوة لحضور حفلة فطارت نفسي فرحاً
بذلك وكل ذلك لأجل أن تعود لي أيام الأنس التي لم تفارق مخيلتي لكن أبي وأمي كيف أقنعهم بذلك بعد ما حصل من العقاب فاستئذنت
والدي فأوسعني شتماً ولم أعرف كلمة توبيخ في المعجم اللغوي إلا قالها وحذرني وبشدة
أن أساير هذه الرفقة فجلست في بيتي حسيرة مكسورة الخاطر مهمومة لم أتناول طعاماً
مع محاولات أهلي لكن مشاهد الحفلة السابقة استولت على تفكيري .

ومضت
الأيام والشهور وأصبحت صديقتي تعطيني حبوباً تخفف علي كثيراً من قسوة أبي وتنسيني شيئاً من حياتي وحينئذ عرفت أنها نوعاً من
المخدرات وكانت في بداية الامتحانات وبصراحة كانت حبة واحدة تمنحني نشاطاً غير
معتاد مما جعلني أدمن عليها وبشكل يومي لأجل أن أتجاوز امتحانات الجامعة ونجحت
ولله الحمد وجاءت الإجازة فقرر الصديقات إقامة حفلة مماثلة لما سبق فقمت بإقناع
والدتي بأنهم غير تلك الجلسة وكذبت عليها وأعطيتها مواثيق وعهود أن أكون ملتزمة
زاد اهتمامي بأن أقنعها بأن هناك نوعاً جديداً من الكيف كما تقول صديقتي ستحضره
لنا في الحفلة ولا أريد أن أتخلف عنها فاقترحت على أمي أن تقول لوالدي : أنها
مناسبة خاصة غير الأولى وتقنع والدي بذلك فرفضت فقلت : قولي له إنه موعد لدى طبيب
الأسنان سيما أن الحفلة ستكون بعد العصر إلى 9 مساء
فوافقت وأخذت الأذن من والدي وخرجت مع صديقتي بسيارتها وفي لحظة ارتكب السائق خطأ
مرورياً طلب منه رجل الأمن التوقف وفجأة إذ بسيارة تصطدم بنا وجاءت سليمة والحمد
لله لكن اكتشف أحد رجال الأمن مشروبات كحولية بالسيارة فقبض علينا والسائق
وأحالونا للشرطة وأوقفت على ذمة التحقيق وعلم والدي وأهلي ورفض المجيء وجاء أخي
الأكبر وتكشف الأمور أن الدخان الذي يتعاطاه الفتيات مخلوط بحشيش وأن المشروبات
الكحولية أنموذج للكيف المزعوم حصدت بحبي لهذه الحفلات الحمراء
عقوقي لوالدي ودخولي السجن لمشاركتي في إقامة حفلات مشبوهة كانت البداية
سيجارة ونشوة وإلا ما ضرني ضرب والدي وقسوته فهي أرحم والله من شهوة فارغة وصداقة
قاتلة في ظل الاجتماعات باسم التخرج والعيد والمناسبة وكثير من هذه الاجتماعات
طريق للفساد والضياع ومن ذلك الحفلات التي قتلت الأدب في مهده والأخلاق في أسمى
معانيها ،،،،،،،

شكرا على القصة المفيدة المليئة بالعبر عافنا الله من هذا الطريق جزاك الله خيرا وجعل موضوعك صدقة جارية يستفيد منها الجميع.

جزاك الله خيرا أخي..
أي شخص عاقل لا يمكنه التفكير في الهاوية طريقا للهروب من المشاكل، للعلم فإني لاحظت التشاؤم مسيطرا على غالبية الفتيات في مرحلة المتوسطة إلى الجامعة، وأكثرهن تكون رافضة لواقعها ومحيطها الأسري وتتمنى عيش الحياة التي تشاهد في المسلسلات والأفلام وتتمنى لقاء فارس الأحلام الخيالي، وبذلك تضيع كثيرات مستقبلهن الدراسي وتفسد سمعتها في غمرة الطيش والأماني الزائفة وهذه مصيبة متفشية في المجتمع يصعب الحد منها فكيف لنا أن نعمم النصح لكل هذا الكم الهائل من الشابات والمراهقات؟ وأكثرهن لا تقبلنه بل وتسخر بعضهن ممن تنصحها حتى تصل إلى الندامة!!
إن هذا والله يؤرقني ولم أجد له حلا جذريا ينقذ كل المجتمع من الهلاك علما أن الصالحات الرشيدات قليلات.. والأهل الحريصون على توفير الاكتفاء العاطفي لبناتهم كحرصهم على نتائجهن الدراسية أقل.. رغم كون الجميع مجبولين على الفطرة الهدية السوية، فما الحل المناسب؟!

شكرا على المناقشة البناءة التي زادت اثراءا للموضوع.....معك حق وملاحظتك في محلها،وعلى حسب رأيي أن جل الاضطرابات والانحرافات النفسية راجع الى الاسرة،وان صح التعبير أن الأولياء هم المسؤولين عن هذا بالدرجة الأولى.
ففي هذه المرحلة(كما ذكرتي)اي مرحلة المراهقة،هي مرحلة حرجة في شخصية الفرد لذا على الأولياء أن يكونوا واعيين ومتفهمين وأن يكونوا على علم بخصوصية هذه المرحلة وأثارها النفسية والمستقبلية، وبالتالي كيفية التعامل مع الأبناء وفهم حاجياتهم(خاصة المعنوية) عن طريق الحوار البناء داخل الأسرة والاتصال الفعال بين افرادها......
وبارك الله فيكما على المشاركة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة يبدو أن الموضوع لجودته وجد التربة الخصبة له وهذا راجع إلى الأهمية التي يكتسيها كونه يمس الشريحة الحساسة في المجتمع ألا وهم المراهقون حيث تجدهم يميلون إلى جماعة الأقران هروبا من الأوامر السلطوية للأسرة والبحث عن الإستقلالية وإثبات الذات أمام أقرانهم وهذا مايدفعهم إلى الإنصهار في وسط أصحابهم وإذا كانت مجموعته منحرفة فهذا يؤدي به إلى الضياع لضعف شخصيته وخوفا من نبذه من المجموعة ولذلك يتمردون على السلطة وإذا تعرض المراهق إلى العقاب أمام أقرانه يبدو هذا العقاب في نظره بطولة يتباهى بها أمامهم على أنه بطل لا يخاف من السلطة فيصبح منحرفا خطيرا تصعب أو تستحيل السيطرة إليه و هذا راجع لعدم منح الطفل الثقة اللازمة قبل سن المراهقة كتخصيص ميزانية رمزية له أو إعطائه مسؤلية صغيرة على مستوى سنه تشعره بالإستقلالية وتبني فيه الثقة بالذات والإحساس بالمسؤولية فينضج تفكيره فتجده ينتقي مجموعته ويعرف مصلحته ويحمي نفسه من الضياع....وللحديث بقية في إنتظار تعقيبكم.

مشكووووووووووووووووووووور